رواية ألم تأليف غدق التميز
ماذا عساني أن أكتب الآن ؟ و بماذا أكتب ؟ بل ما العنوان ؟
قصة ألم أم أمل...!
إنها قصة تجل عن الوصف و تعلو على النعوت
تلوح لنا بأكف قرحها تكفيف الدموع
أسرد لكم الحكاية بلسان أم أوشك قلبها أن يحترق بل احترق
و لم يبق إلا بصيص أمل يداوي جراحها
..................................................
أنا أم .. آه ما أعزها من نعت . أم لأبنائي
هم يتفاوتون في الأعمار .. كبار .. صغار .. ذكور .. إناث ..
و لكنهم في قلبي جميعهم احتضنهم بالحب و الحنان .
أراهم يكبرون أمام عيني و تكبر آمالهم .
كل واحد منهم له قصة ..!
ابتدأت تتعثر في خطاها كما يتعثر الطفل في أول خطواته .
أمسكت بأيدي طمُوحاتهم لتنتهي قصصهم مكللة بالنجاح .
الأخرى وقعت في الفشل و لكن قامت من جديد لتواصل
إنهم فعلا ( الهمم الكبارُ )
آه ما أجمل هذا الشعور و أنا أصغي لهمسات آمالهم
التي تريد الوصول و كأنني أحس بوهج حماسهم و هممهم يعلو
و يعلو لينير حُلكة المستحيل فأنا من علمتهم منذ نعومة أظفارهم
إن الُجرم اللجي الذي يُنظر له نظرة إجلال لا يعلو بالسماء
إلا لأنه أنار الكون بوقود الهمم و الإرادة الفذة
و الهدف المستنير فلذلك ارتقى بمكانته في السماء
إلى حيث الرفعة و السمو و العلو
لأنه ارتقى بعقله و قلبه
و ها هم أبنائي كواكب تزين بهم سماء النجاح .
هم أبنائي يحبوني و أحبهم يهمسون لي بحرقة
( أفديك أفديك يا أمي )
فأهمس لهم قائلة ( لن أتخلى عنكم مهما طغى الزمان و قسى فأنتم فلذات قلبي و أملي فهل يعيش الإنسان بلا أمل )
و لكن ماذا حدث ..!
إني أنزف دما ..! أطلقوا علي الرصاص ..إنهم أعدائي..!
لا لا لن أموت فأبنائي بحاجةِ لي ..!
سأقاوم سأصمد صمود الجِبال ..!
إني أتألم و لكنني سأبتسم لكي يتعلموا أبنائي حلاوة الصبر !
طلقات الرصاص تتوجه علي من حيث لا أحتسب
و الخوف يدب في قلوب أبنائي فأحتضنهم احتضان الأم لأبنائها
لأنزع من عيونهم الرعب .
أناملهم تجرحني من شدة تمسكهم بي
باكيين و أنا أقول لهم لن أموت لن أموت ...!
كلا سأعيش اللحظة بكل دفئها بكل دمعها بكل ما تعنيه
لتبقى ذكرى الدفء في أن أحتضن لحظة الوداع
لأن الإنسان لا يقدر الشي إلا من بعد أن نساب بين يديه
في صدري شعلة الألم و لكنها تحترق بصمت !
.. فلا يدري باحتراقي أحد .. حتى أنا !!
طعنوني أعدائي في قلبي و القلب يتعالى نجداته !!
و أنا ألملم جراحه .. فصبرٌ جميل .. فصبرٌ جميل
ناضلي من أجل أبنائي فإنني أحبهم أحبهم بكل اللهفة الممكنة
.
.
.
أبنائي تركوني باحثين عن الأمان .
افترقوا من حضني و عبرتي الحبيسة تصهرني
و لكنني أبعد هذه الخواطر متعالية على آلامي
فلا أزال بانتظار لحظة اللقاء و دفء الإحتضان
لقد طال الزمان و امتلآت عيني من الدموع
أبكي على أطلال الأمل أستعيد كل الذكريات بتفاصيلها
و البخار يتصاعد من حمم عواطفي الصادقة نحوهم ..
يا ترى كيف حالهم الآن ..
إني أراهم يضحكون و يمرحون .
هل يشتاقون لي كما أشتاق لهم .. أم نسوني ؟! ..
آه من ظلمات الفراق ..
أنظر للسماء آملة من الله الفرج القريب
و خصوصا بعدما تخلى عني جيراني لحظة انكساري
نعم سأنتظر الفرج فالشمس لا تغرب حتى تشرق من جديد
و الصخرة لا تصد و تقعد إلا الإنسان الضعيف
هي نفسها الصخرة التي تعترض طريق القوي فيلقي بفتاتها
في حفر الطريق ليجعله ممهدا سويا
الجرح يزداد آلامه و أنا أنزف و أنزف ..
و الطعنة التي في قلبي تسرق نبضاتي
و اشتياقي لابنائي يكبر و يكبر . انتظر العودة العودة ...
أنا
أنا
أنا
[size=32]أنا فلسطين ..![/size]
قصة مقاومة و نضال ....!!
قلبي القدس المُحتل
و أبنائي الفلسطينيون المتشردون
و جيراني العرب الذين هم في سبات ينعمون ...!
و أعدائي الإسرائيلون الصهيون ..!
أنا رواية ألم طحن رحى الفراق قلبها فتسولت رصيف الأمل !
تأليف غدق التميز
